سورة القيامة - تفسير تفسير القشيري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (القيامة)


        


{بَل يُرِيدُ الإِنسَانُ لِيفْجُرَ أَمَامَهُ}.
يُقدِّم الزّلّةَ ويؤخر التوبة. ويقول: سوف أتوب، ثم يموت ولا يتوب. ويقال: يعزم على ألا يستكثر من معاصيه في مستأنف وقته، وبهذا لا تَنْحَلُّ- في الوقت- عقدةُ الإصرار من قلبه، وبذلك لا تصحُّ توبتُه؛ لأن التوبة من شرطها العزم على ألا يعودَ إلى مثل ما عَمِلَ. فإذا كان استحلاءُ الزلّةِ في قلبه، ويفكر في الرجوع إلى مثلها- فلا تصح ندامتُه.
قوله جلّ ذكره: {يَسْئَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ}.
على جهة الاستبعاد، فقال تعالى: {فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ وَخَسَفَ الْقَمَرُ وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ يَقُولُ الإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ}.
{بَرِقَ} بكسر الراء معناها تحَيَّرَ، {وَبَرْقٌ} بفتح الراء شَخَصَ (فلا يَطْرِف) من البريق، وذلك حين يُقَاد إِلى جهنم بسبعين ألف سلسلة، كل سلسلة بيد سبعين ألف مَلَك، لها زفير وشهيق، فلا يَبْقى مَلَكٌ ولا رسول إلاَّ وهو يقول: نفسي نفسي!
{وَخَسَفَ الْقَمَرُ وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} كأَنهما ثوران عقيران.
ويقال: يجمع بينهما في ألاَّ نورَ لهما.
{يَقُولُ الإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيِنَ الْمَفَرُّ}؟ والمفرّ موضع الفرار إليه، فيقال لهم: {كَلاَّ لاَ وَزَرَ}.
اليومَ، ولا مَهْربَ من قضاءِ الله.
{إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُ}.
أي: لا مَحِيدَ عن حُكْمِه.
{يُنَبَّؤُاْ الإِنَسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ}.
أي: يَعْرِف ما أسْلَفَه من ذنوب أحصاها اللَّهُ- وإن كان العبدُ نسيَها.
{بَلِ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ}.
للإِنسان على نفسه دليل علامة وشاهد؛ فأعضاؤه تشهد عليه بما عملِه.
ويقال: هو بصيرةً وحُجّةً على نفْسه في إنكار البعث.
ويقال: إنه يعلم أَنه كان جاحداً كافراً، ولو أَتى بكلِّ حجةٍ فلن تُسْمع منه ولن تنفعه.
قوله جلّ ذكره: {لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعَجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وقُرْءَانَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِع قُرْءَانَهُ}.
لا تستعجِلْ في تَلَقُّفِ القرآنِ على جبريل، فإنَّ عينا جَمْعَه في قلبك وحِفْظَه، وكذلك علينا تيسيرُ قرءاته على لسانك، فإذا قرأناه أي: جمعناه في قلبك وحفظك فاتبع بإقرائك جَمْعَه.


{ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ}.
نُبيِّنُ لك ما فيه من أحكام الحلال والحرام وغيرها. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعجل في التلقفِ مخافةَ النسيان، فنُهِيَ عن ذلك، وضمن اللَّهُ له التيسير والتسهيل.
قوله جلّ ذكره: {كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَتَذَرُونَ الأَخِرَةَ}.
أي: إنما يحملهم على التكذيب للقيامة والنشر أنهم يحبون العاجلة في الدنيا، أي: يحبون البقاء في الدنيا.
{وَتَذَرُونَ الأَخِرَةَ}: أي: تتركون العملَ للآخرة. ويقال: تكفرون بها.
قوله جلّ ذكره: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرةٌ}.
{نَّاضِرَةٌ}: أي مشرقة حسنة، وهي مشرقة لأنها إلى ربها {ناظرة} أي رائية لله.
والنظر المقرون ب {إلى} مضافاً إلى الوجه لا يكون إلاَّ الرؤية، فالله تعالى يخلق الرؤية في وجوههم في الجنة على قَلْبِ العادة، فالوجوه ناظرة إلى الله تعالى.
ويقال: العين من جملة الوجه فاسم الوجه يتناوله.
ويقال: الوجهُ لا ينظر ولكنَّ العينَ في الوجهِ هي التي تنظر؛ كما أنَّ النهرَ لا يجري ولكنَّ الماءَ في النهر هو الذي يجري، قال تعالى: {جَنَّاتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ} [البقرة: 25].
ويقال: في قوله: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ} دليل على أنهم بصفة الصحو، ولا تتداخلهم حيرة ولا دَهَش؛ فالنضرة من أمارات البسط لأن البقاء في حال اللقاء أتمُّ من اللقاء.
والرؤية عند أهل التحقيق تقتضي بقاء الرائي، وعندهم استهلاكُ العبدِ في وجود الحقِّ أتمُّ؛ فالذين أشاروا إلى الوجود رأوا الوجود أعلى من الرؤية.
قوله جلّ ذكره: {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ}.
{بَاسِرَةٌ}: أي كالحةٌ عابسة. {فَاقِرَةٌ} أي: داهية وهي بقاؤهم في النار عَلَى التأييد. تظن أن يخلق في وجوههم النظر.
ويحتمل أن يكون معنى {تَظُنُّ}: أي يخلق ظنَّا في قلوبهم يظهر أَثَرُه على وجوههم.
{كَلاَّ إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقَي وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ}.
أي ليس الأمر على ما يظنون؛ بل إِذا بلغت نفوسُهم التراقيَ، {وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ}. أي يقول مَنْ حَولَه: هل أحدٌ يَرْقِيه؟ هل طبيبٌ يداويه؟ هل دواءٌ يشفيه؟
ويقال: مَنْ حَوْله من الملائكة يقولون: مَنْ الذي يَرْقى برُوحه؛ أملائكةُ الرحمة أو ملائكة العذاب؟.
{وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ}: وعلم الميت أنه الموت!.
{وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ}: ساقا الميت. فتقترِنُ شِدَّةُ آخرِ الدنيا بشدَّة أوَّلِ الآخرة.
{إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ} أي الملائكةُ يسوقون روحَه إلى الله حيث يأمرهم بأن يحملوها إليه: إِمّا إلى عليين- ثم لها تفاوت درجَات، وإِمّا إلى سجِّين- ولها تفاوت دَرَكات.
ويقال: الناسُ يُكَفًِّنون بَدنَ الميت ويغسلونه، ويُصَلُّون عليه.. والحقُّ سبحانه يُلْبِسُ روحَه ما تستحق من الحُلَلِ، ويغسله بماء الرحمة، ويصلي عليه وملائكتُه.


{ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ}.
نُبيِّنُ لك ما فيه من أحكام الحلال والحرام وغيرها. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعجل في التلقفِ مخافةَ النسيان، فنُهِيَ عن ذلك، وضمن اللَّهُ له التيسير والتسهيل.
قوله جلّ ذكره: {كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَتَذَرُونَ الأَخِرَةَ}.
أي: إنما يحملهم على التكذيب للقيامة والنشر أنهم يحبون العاجلة في الدنيا، أي: يحبون البقاء في الدنيا.
{وَتَذَرُونَ الأَخِرَةَ}: أي: تتركون العملَ للآخرة. ويقال: تكفرون بها.
قوله جلّ ذكره: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرةٌ}.
{نَّاضِرَةٌ}: أي مشرقة حسنة، وهي مشرقة لأنها إلى ربها {ناظرة} أي رائية لله.
والنظر المقرون ب {إلى} مضافاً إلى الوجه لا يكون إلاَّ الرؤية، فالله تعالى يخلق الرؤية في وجوههم في الجنة على قَلْبِ العادة، فالوجوه ناظرة إلى الله تعالى.
ويقال: العين من جملة الوجه فاسم الوجه يتناوله.
ويقال: الوجهُ لا ينظر ولكنَّ العينَ في الوجهِ هي التي تنظر؛ كما أنَّ النهرَ لا يجري ولكنَّ الماءَ في النهر هو الذي يجري، قال تعالى: {جَنَّاتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ} [البقرة: 25].
ويقال: في قوله: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ} دليل على أنهم بصفة الصحو، ولا تتداخلهم حيرة ولا دَهَش؛ فالنضرة من أمارات البسط لأن البقاء في حال اللقاء أتمُّ من اللقاء.
والرؤية عند أهل التحقيق تقتضي بقاء الرائي، وعندهم استهلاكُ العبدِ في وجود الحقِّ أتمُّ؛ فالذين أشاروا إلى الوجود رأوا الوجود أعلى من الرؤية.
قوله جلّ ذكره: {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ}.
{بَاسِرَةٌ}: أي كالحةٌ عابسة. {فَاقِرَةٌ} أي: داهية وهي بقاؤهم في النار عَلَى التأييد. تظن أن يخلق في وجوههم النظر.
ويحتمل أن يكون معنى {تَظُنُّ}: أي يخلق ظنَّا في قلوبهم يظهر أَثَرُه على وجوههم.
{كَلاَّ إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقَي وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ}.
أي ليس الأمر على ما يظنون؛ بل إِذا بلغت نفوسُهم التراقيَ، {وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ}. أي يقول مَنْ حَولَه: هل أحدٌ يَرْقِيه؟ هل طبيبٌ يداويه؟ هل دواءٌ يشفيه؟
ويقال: مَنْ حَوْله من الملائكة يقولون: مَنْ الذي يَرْقى برُوحه؛ أملائكةُ الرحمة أو ملائكة العذاب؟.
{وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ}: وعلم الميت أنه الموت!.
{وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ}: ساقا الميت. فتقترِنُ شِدَّةُ آخرِ الدنيا بشدَّة أوَّلِ الآخرة.
{إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ} أي الملائكةُ يسوقون روحَه إلى الله حيث يأمرهم بأن يحملوها إليه: إِمّا إلى عليين- ثم لها تفاوت درجَات، وإِمّا إلى سجِّين- ولها تفاوت دَرَكات.
ويقال: الناسُ يُكَفًِّنون بَدنَ الميت ويغسلونه، ويُصَلُّون عليه.. والحقُّ سبحانه يُلْبِسُ روحَه ما تستحق من الحُلَلِ، ويغسله بماء الرحمة، ويصلي عليه وملائكتُه.

1 | 2 | 3